هل عُمان فعلاً بلد مغمور 🇴🇲
تصف الكثير من وسائل الإعلام الدولية عُمان بالبلد الغامض، لكنه في الواقع حيوي من الداخل، ويعيش قصته الخاصة.
رحيل زاهر الغافري: إرث من الشعر
ماذا حدث؟
في مكان إقامته في السويد📍توفي الشاعر العُماني زاهر الغافري عن عمر يناهز 68 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، مخلفًا إرثًا من الأعمال الشعرية، وهي 12 مجموعة شعرية.
في العقد الأخير من حياته أجرى عملية جراحية ناجحة لزراعة الكبد 🏥، وعاد للنشاط الثقافي من جديد، ولكن في السنوات الأخيرة عانى من مرض عضال ورحل عن دنيانا الأسبوع الماضي.
عن قُرب:
ولد زاهر في عُمان عام 1956.
من قرية سرور بولاية سمائل في داخلية عُمان.
كانت عائلته تعمل في التجارة. سافر مع والده في عمر صغير إلى الهند والعراق ✈️.
بدأت شهرته في بداية الثمانينا
تُرجمت أعماله إلى الإنجليزية والصينية والهندية والألمانية 🌍.
بالتفصيل:
رُبطت شهرة زاهر بأسلوبه الجريء في الكتابة الشعرية بالأخص قصائد النثر.
لأجل ذلك وصفته وسائل الإعلام العربية 📰 بأنه:
من رواد قصيدة النثر في الخليج.
يوازي شعراء كبار في تجربته مثل:
الأردني أمجد ناصر.
العراقي سركون بولص.
الشاعر العُماني البارز زاهر الغافري، من روّاد قصيدة النثر في الخليج.
عُرف بأسلوب حياته التي عاشها مغامرًا متنقلًا بين العواصم العربية والغربية. المصدر
كانت العراق رحلته الأولى خارج عُمان في بدايات شبابه.
هدف الرحلة كانت: الدراسة 📚، غير أن الغافري شهد الكثير من التحولات في تجربته الثقافية في العراق الذي يعد معقل القصيدة الحديثة.
صدرت مجموعته الشعرية الأولى «أظلاف بيضاء» عام 1983، بعد 13 عامًا من إنطلاق الدولة الحديثة: سلطنة عُمان، أي قبل 3 أعوام فقط من تأسيس أول جامعة حكومية في عُمان «جامعة السلطان قابوس»
صدر ديوانه الأخير «مدينة آدم» خلال وجوده في أحد مستشفيات المدينة السويدية مالمو، لكنه لم يحظى برؤيته، حيث رحل قبلها.
هل عُمان فعلاً بلد مغمور؟ 🇴🇲
ما القصة 🌍: الكثير من وسائل الإعلام الدولية تصف عُمان بالبلد الغامض، لكنه في الواقع بلد حيوي من الداخل، يعيش قصته الخاصة بقواعد مختلفة، يفرضها المجتمع والدولة بعيدًا عن مسار دول الممنطقة.
لا تظهر عُمان كثيرًا في الأخبار العالمية، وإن ظهرت فهي تظهر في صورة بلد هادئ على الصعيد الاقتصادي والسياسي.
تعود عُمان للواجهة الإعلامية في مواسم وقضايا محددة مثل:
موعد إعلان الميزانية العامة للدولة
تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى
أو قيادتها مبادرات السلام في المنطقة.
أما بالنسبة لوسائل الإعلام المحلية فيتركز اهتمامها على أنشطة الدولة في الأغلب خصوصًا المشاريع الإنمائية، وعلى قطاعين اقتصاديين رئيسين هما النفط والغاز.
في السنوات الأخيرة ركّزت سردية الإعلام على الأزمة المالية للدولة بعد أنخفاض أسعار النفط وتصاعد قضية الديون الخارجية التي وصلت لمستويات تاريخية ومقلقة في عام 2020. وارتفع الدين العام العُماني من 1.5 مليار في 2014 إلى أن وصل إلى 20.8 مليار وبنسبة 67.9% من الناتج في 2020.
وتوصف عُمان في بعض الأحيان كوجهة آمنة للسياحة، وإنها الجنة والبلد الهادئ الذي يسير للعصرية والحداثة مع حفاظها على نموذجها الثقافي الخاص.
ماذا بعد 🤔: يعترف المسؤولين في عُمان بأن الصورة التي ينقلها الإعلام عن عُمان ليست كما يتمنون، حيث تركز أغلب القصص على جانبين: الاقتصاد و الثقافة ولا تتجاوز ذلك في الغالب.
ويتجنب بعض المسؤولون الانفتاح على وسائل الإعلام الخارجية، ويشعرون بالقلق من التواصل معها في كثيرمن الأحداث، ويبرر البعض ذلك بإنهم لا يحبون الضجيج كما هو حال الشخصية العُمانية. ولكنهم بذلك يصبحون جزءً من المشكلة وهذا هو بيت القصيد.
أما وسائل الإعلام المحلية إجمالاً فتعاني من تحديات داخلية، وماليه، وتحديات متعلقة بالاستدامة والابتكار، ولذلك ويبقى تأثيرها رغم عراقة بعض المؤسسات وقدمها محدودًا. رغم بعض المبادرات من الإذاعات الخاصة، لا تميل الصحافة العُمانية إلى الابتكار في المحتوى والسرد القصصي، ولا تزال تركيزها منصبًا على المشاريع والأخبار الرسمية بعيدًا عن المجتمع وتحولاته.
أما بعض المشاريع الريادية التي انطلقت قبل عقد من الآن والتي حاولت تقديم المختلف والجريء اُغلقت بسبب ظروف سياسية وقتها.
ولم تولي عُمان اهتماما واسعاً بالاستثمار في قطاع الإعلام الدولي الموجّه للخارج، حيث ركزت خلال العقود الأربعة الماضية على التعاون مع الصحافيين ووسائل الإعلام العربية والكتّاب العرب فقط، مما جعل تأثير السردية العُمانية محدودًا ومتواضعًا يقوده وسيط.
هذا الحال هو عكس ما فعلته الكثير من دول الخليج، التي فتحت مدن إعلامية، واستثمرت ميزانيات ضخمة في قطاع الإعلام والمحتوى، كما هو الحال في الإمارات والسعودية وقطر، وبذلك جعلت من نفسها مركز الرواية في الإعلام الدولي، وبلسان محلّي.
ضمّت دول خليجية في رؤاها طويلة الأجل مبادرات مهمة في قطاع الإعلام، فـ «رؤية السعودية 2030» ركزت على مبادرات رئيسية لجذب الاستثمار الأجنبي لتطوير قطاعي الإعلام والترفيه، بينما تهدف رؤية قطر 2030 إلى بناء منظومة إعلامية مستدامة، من خلال الاستثمار في البنية التحتية للإعلام وتطوير المواهب.
السياق الأوسع 📜: ومع استمرار هذا الأسلوب الإعلامي الذي رسمته عُمان لنفسها يشهد المجتمع العُماني تحولاً وتغييرات في الداخل، على صعيد الأوضاع الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. فقضايا الباحثين عن العمل وتداعيات الخطط المالية الحكومية ورفع الدعم والتضخم تشغل كل بيت عُماني.
وتثير الخطوات التي تتخذها الحكومة لتحديث الهيكل الإداري وإطلاق مشاريع جديدة مثل مشروع «مدينة السلطان هيثم» اهتمام الداخل قبل الخارج، ولذلك تحتاج مثل هذه المشاريع أن تصل رسالتها وتأثيراتها لـحياة المواطن العُماني من خلال إعلام قوّي ومؤثر.
في المقابل هناك جيل جديد ومختلف يبحث عن مكانه في المجتمع، ويحاول إيصال صوته عبر مبادرات ومشاريع كما هو الحال مع «نشرة ٩٦٨»و شركة «القصة»، التي تسعى أن تسرد القصة العُمانية من خلال البساطة والإيجاز والقرب من الناس.
التداعيات🔮: وسط هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تملك عُمان مخزوناً من القصص غير المروية، مركزها الناس في المدن والقرى والوديان والجبال والشطآن والبيوت والأسواق.
وفي نفس الوقت لا يمكن الرهان دائما على الإعلام العابر للحدود، فهو مدفوع دائماً بأجندات محددة عندما يتعلق الأمر بالخليج أو الشرق الأوسط: هو الدم والمال والأزمات.
في المقابل لا تزال وسائل الإعلام المحلية غير قادرة على تقديم القصة العُمانية بالشكل الذي يستحق، وهي أن منحت الاهتمام والموارد الكافية، فإن منجمًا ضخمًا ينتظرها.
أخبار ليست هامشية
ماريا الرحبية تفوز بجائزة عالمية في التصوير الضوئي 🏆
حصلت ماريا الرحبية طالبة من جامعة السلطان قابوس على المركز الثاني في كأس العالم للتصوير الضوئي.
الجائزة شارك فيها 88 جامعة من مختلف دول العالم.
نُظمت من الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي (الفياب).
ستعرض 15 صورة من أعمال ماريا حول العالم.
وستشارك في ورشة عمل مع مصورين عالميين في الصين.
أكبر اكتتاب في تاريخ سوق المال العُماني 🏢
وافقت هيئة الخدمات المالية على نشرة إصدار شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج، لطرح 25% من رأس مال الشركة للاكتتاب العام 📊.
هذا يعني طرح ما لا يقل عن 2 مليار سهم من الشركة.
وهو الأكبر في تاريخ عُمان من حيث الحجم والقيمة.
وبالنسبة لجهاز الاستثمار العُماني يعتبر الاكتتاب مهم لأنه يدعم:
التخارج من الأصول الحكومية.
جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال.
ويشمل الاكتتاب 3 فئات:
المؤسسات 40%
الأفراد 40%
المستثمرون الرئيسيون 20%
أنتج وحرر هذه النشرة: تركي البلوشي
نشرة كل خميس من معمل القصة، ترصد الأحداث وتشرح سياقاتها الزمنية، لتمنحك فهماً أعمق