ترامب أم هاريس: من الأفضل لـ عُمان 🇴🇲
لن تشهد عُمان تغييرات جذرية في علاقاتها السياسية والتجارية تحت إدارة هاريس أو ترامب لكنها ستراقب توجّهات البيت الأبيض لضمان عدم تعريض مصالحها للخطر.



ما القصة 🌍
أغلقت في الأمس صناديق الاقتراع لانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر 2024. ستحدد النتائج من هو الرئيس القادم للولايات المتحدة، والذي سيبدأ فترة ولايته في يناير 2025 وتستمر حتى 2028.
تواجه في هذه الدورة الرئيس السابق «دونالد ترامب»، ونائبة الرئيس الحالي «كمالا هاريس».
يمثل هذا التنافس تباينًا واضحًا بين رؤيتين مختلفتين في أمريكا.
حيث يعتمد ترامب على استقطاب قاعدته الشعبية من خلال
شعاراته القومية.
السياسات الاقتصادية.
في المقابل تسعى هاريس إلى ترسيخ سياسات أكثر شمولية
وتتماشى مع تطلعات الأجيال الجديدة مثل:
قضايا التغير المناخي.
العدالة الاجتماعية.
ويتفاعل الأمريكيين مع الانتخابات الرئاسية بشكل إيجابي لعام 2024.
وتُظهر الاستطلاعات أن:
غالبية الناخبين يعتبرون هذه الانتخابات حاسمة لمستقبل البلاد.
76% من الأمريكيين يعتقدون أن نتيجة الانتخابات لها تأثير كبير على الديمقراطية.
ماذا بعد 🤔
تترقب دول مجلس التعاون الخليجي نتائج هذه الانتخابات فالكثير من المصالح مرتبطة بالقيادة الجديدة في البيت الأبيض.
حيث توثر سياسات وتوجهات أي قيادة أميركية على المنطقة.
وفي هذا العدد من النشرة الخاصة من ٩٦٨، نشرح لكم رؤية عُمان تجاه القضايا الإقليمية، وكيف تتقاطع مع رؤية الرؤساء المحتملين، والبداية مع ترامب.
فوز ترامب بالانتخابات يعني تغيير العديد من الأوراق في ظل السياسة التي ينتهجها تجاه بعض الدول والقضايا الإقليمية مثل إيران واليمن والقضية الفلسطينية.
تتبنى عُمان رؤية خاصة تجاه علاقاتها مع دول المنطقة، وهي سياسة مستقلة عن نظيراتها من دول الخليج.
تقوم السياسة الخارجية العُمانية على رؤية أسسها السلطان الراحل قابوس بن سعيد، ويتمسك بها ويطورها السلطان هيثم بن طارق.

على صعيد الوضع في اليمن:
تتخذ عُمان موقف الحياد الإيجابي.
وتتعامل مع الحوثيين كفصيل سياسي يمني.
وتعمل على التوسط بين كافة الأطراف المتنازعة.
وتدعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سلمية.
أما بالنسبة لعلاقتها مع إيران:
رغم التوترات الخليجية، تحافظ عمان على علاقة دبلوماسية وثيقة
تستند إلى الحوار والتعاون الاقتصادي والأمني.
تقدم نفسها وسيطًا موثوقًا بين طهران وبقية الأطراف.
حيث قادت محادثات الملف النووي بين إيران والدول الغربية.
ونجحت بفضل وساطتها التوصل لاتفاق في 2015.
وفي القضية الفلسطينية:
تؤيد عمان حق الفلسطينيين في المقاومة.
ومع قيام دولة مستقلة بحدود 67 عاصمتها القدس الشرقية.
وتدعم المبادرات القائمة على رؤية حل الدولتين.
لا تتقاطع رؤية ترامب مع عُمان في بعض من هذه القضايا:
فترامب ينظر للحوثيين في اليمن على إنهم امتداد لأجندات إيران في المنطقة.
خلال فترة رئاسته السابقة أعلنت إدارته تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
بعد انتهاء ولايته، استمرت تصريحات ترامب ضد الحوثيين.
خصوصًا بعد عمليات استهداف السفن في البحر الأحمر تضامنًا مع غزة.
وفي الشهر الماضي دعا ترامب لضرورة منع الحوثيين من استهداف الملاحة بالقوة.
وعلى صعيد إيران اتخذ دونالد ترامب فترة رئاسته السابقة عدة خطوات:
انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
إعادة فرض عقوبات اقتصادية ضد قطاعات النفط والبنوك والشحن.
تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظة إرهابية، واغتيال قاسم سليماني.
وفي المواجهة المتصاعدة بين إيران والإحتلال الإسرائيلي أعرب ترامب عن تأييده مهاجمة إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية.
وهو ما لا تتوافق معه إدارة بايدن الذي تأتي منه هاريس.
في القضية الفلسطينية تبنّى دونالد ترامب مقاربة تتماشى مع الاحتلال:
طرح «صفقة القرن» التي أعلن عنها في يناير 2020.
واعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
ووافق على ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وإقامة دولة فلسطينية بشروط لا تخدم الفلسطينيين.

السياق الأوسع 📜
أما مواقف هاريس في نفس القضايا فهي متباينة وحذرة.
ورغم أنها تتفق مع سياسات عُمان في بعض القضايا إلا أنها تختلف في أخرى.
في موضوع اليمن ومع استمرار العدوان على غزة ولبنان فأن إدارة هاريس تسعى لحل معضلة هجمات الحوثيين من خلال:
وقف إطلاق النار في غزة.
وإذا لم يتحقق ذلك قريبًا ستكون الخيارات المقبلة هي:
منع تدفق الأسلحة إلى اليمن.
والهجوم على الأهداف الحوثية، وهو ما لا تتفق معه عُمان.
كونها ترى أن الأزمة في البحر الأحمر ردة فعل على العدوان على غزة.
وفي الشأن الإيراني تتمثل رؤية كاميلا :
أن إيران قوة «خطيرة»
رغم أنها دافعت في السابق عن الاتفاق النووي مع إيران.
واعتبرته إنجازًا مهمًا للحزب الديمقراطي فترة أوباما.
وإجمالا تتبنّى هاريس سياسة متوازنة تجاه إيران.
فقط صرّحت بضرورة إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.
واعتبرت اغتيال قاسم سليماني «عملاً متهورًا»
بالنسبة لدعم «إسرائيل» تؤكد هاريس الآتي:
التزام أمريكا بأمن إسرائيل باعتبارها حليفًا استراتيجيًا.
في الوقت نفسه، تدعو إلى ضرورة تخفيف معاناة غزة.
وتدعو لحل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام.
هذا التوجه يتماشى مع موقف إدارة جو بايدن.
لذلك جعلت هاريس من وقف إطلاق النار المحور الرئيسي لموقفها.
لكن دون الضغط الكافي على إسرائيل.
وهو ما تراه دول خليجية مثل عُمان غير كافي لوقف العدوان في غزة.
التداعيات🔮
وعمومًا تحتفظ عمان بعلاقات وثيقة مع أمريكا، خاصة في تأمين مضيق هرمز الاستراتيجي.
ومع استمرار الدعم الأمريكي للأمن الإقليمي، يمكن أن تتوسع هذه الشراكات خصوصًا في مجال:
التدريب العسكري.
التعاون الاستخباراتي.
وهو ما أشارت إليه سياسات هاريس التي تؤكد على أهمية التحالفات الدولية وتعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية.
أما من الناحية الاقتصادية، تميل هاريس إلى سياسات تدعم الطاقة النظيفة والتنمية الاقتصادية المستدامة.
مما يتوافق مع «رؤية عمان 2040» التي تركز على التنويع الاقتصادي حيث عمان تستثمر بشكل كبير في الطاقة المتجددة،
وخاصة في مجال الهيدروجين الأخضر، وهو قطاع قد تستفيد فيه من دعم أمريكي إضافي تحت إدارة هاريس. في المقابل، تعتبر الصين شريكًا استراتيجيًا لعُمان.
بالأخص في مشروعات البنية التحتية والطاقة.
إذ بلغت صادرات عُمان من النفط إلى الصين حوالي 147.9 مليون برميل
لتتصدر قائمة الدول المستوردة حتى منتصف 2024.
على الرغم من أن هاريس قد تتبنى سياسات أكثر تشددًا تجاه الصين من زاوية المنافسة الاقتصادية والاستراتيجية.

نشرة كل خميس من معمل القصة، ترصد الأحداث وتشرح سياقاتها الزمنية، لتمنحك فهماً أعمق