كيف تمسكت عُمان بموقفها تجاه سوريا 🇸🇾
منذ بدء الأحداث في سوريا في 2011 تبنّت عُمان موقفًا ثابتًا ، يؤكد على الحل السياسي على ضرورة وحدة الأراضي السورية.


ما القصة 🌍
في 30 نوفمبر الماضي أكد وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري، على موقف عُمان الثابت تجاه الوضع في سوريا وضرورة:
وحدة الأراضي السورية.
استعادة الأمن والاستقرار فيها.
وحثّ البوسعيدي كل الأطراف في سوريا على ضرورة الحوار والتفاوض بعيدًا عن السلاح.
وأكد على أهمية الحل السياسي الشامل والمستدام للأزمة السورية.
تزامنت هذه التصريحات مع التوترات المتصاعدة في شمال سوريا.
خصوصًا بعد إعلان فصائل المعارضة المسلحة بما في ذلك هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، عن هجوم واسع على مواقع تابعة للحكومة السورية.
وشنت هذه الفصائل هجومًا مفاجئًا، تمكنت خلاله من السيطرة على أجزاء واسعة من مدينة حلب ومناطق في محافظتي إدلب وحماة.
ويشير مراقبون إلى أن الدعم التركي للفصائل المعارضة، خاصة تلك المنضوية تحت «الجيش الوطني السوري»، لعب دورًا في التصعيد الحالي.
حيث تتواجد القوات التركية في مناطق شمال سوريا، وتدعم فصائل معارضة مختلفة، مما يعقد المشهد العسكري والسياسي في المنطقة.
جاء التصعيد بعد رفض الرئيس السوري بشار الأسد شروط تركيا للتطبيع، والتي تضمنت الحفاظ على وجودها العسكري في الشمال السوري.
امتنعت عُمان طوال السنوات الماضية بدعم أي فصيل عسكري معارض في سوريا عكس بقية دول الخليج.
ماذا بعد 🤔منذ بدء الأزمة السورية في 2011 تجنبت عُمان دعم أي طرف عسكري .
وركزت على تعزيز مسارات التسوية السلمية من خلال الأمم المتحدة أو الجهود الإقليمية.
وامتنعت عن الانخراط في التحالفات العسكرية والسياسية التي اتخذتها دول المنطقة.
وركزت على تقديم مساعدات إنسانية للسوريين المتضررين من الحرب، بالتعاون مع المنظمات الدولية.
وبينما دعمت دول مجلس التعاون الأخرى المعارضة السورية.
وجمّدت جامعة الدول العربية مقعد سوريا.
وقطعت بعضها علاقاتها مع دمشق.
تميزت عُمان بموقف مختلف وحافظت على العلاقات مع النظام السوري.
لم تغلق عُمان السفارة السورية في مسقط
وظلت سفارتها في دمشق تعمل كالمعتاد.
في 2012 أكدّت عُمان عبر وزير خارجيتها أنّ العرب لن يوافقوا على التدخل العسكري الأجنبي في سوريا مؤكدا أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة يتمثل في خطة السلام العربية.
على عكس قرار جامعة الدول العربية التي عزلت النظام السوري وعلقت عضوية سوريا في الجامعة في ذلك الوقت.
وبسبب موقفها المختلف عن بقية دول الخليج تعرضت عُمان لسنوات لهجوم من وسائل إعلام خليجية.
ووصفت التقارير موقف عُمان حينها بـ«الخروج عن الإجماع الخليجي» في الأزمة السورية.
حافظت عُمان على موقفها في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وأصبح وزير الخارجية العُماني السابق يوسف بن علوي الوزير الخليجي الوحيد الذي يزور سوريا في تلك المرحلة.
واستؤنفت العلاقة بين البلدين في أكتوبر 2015، بزيارة رسمية من يوسف بن علوي، إلى دمشق.
ورغم التحديات وتداعيات الأزمة حافظت عُمان على علاقاتها الاقتصادية والتجارية في سوريا واستمر تعزيز التعاون رغم المقاطعة العربية لسوريا،
مع تولي السلطان هيثم بن طارق لمقاليد الحُكم في 2020 أعلنت عُمان عودة سفيرها إلى سوريا.
لتصبح بذلك أول دولة عربية خليجية تُعيد سفيرها إلى دمشق دون قطع العلاقات.
وفي 2023 استقلبت عُمان الرئيس السوري على أعقاب الزلزال الذي أصاب سوريا في الشهر نفسه.
في يونيو من العام نفسه ساعدت عُمان في تسهيل تبادل الرسائل بين الولايات المتحدة وسوريا بشأن مصير الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا، أوستن تايس.
خلال السنوات الماضية قادت عُمان الوساطة بين الحكومة السورية والمعارضة السورية، خاصة في فترات كانت فيها الجهود السياسية الدولية تعاني من الجمود.
وأكدت عُمان دائمًا أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون عسكريًا.
وترى أن التصعيد الأخير يزيد من تعقيد الأزمة ويعرقل جهود السلام.
بالتفصيل 📋
منذ تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم، تبنت عُمان سياسة خارجية تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى،.
والتزمت بمبدأ عدم الانخراط أو التدخل في الصراعات الإقليمية.
في الأزمة السورية حافظت عُمان على موقفها الذي يقتصر على تقديم الدعم الإنساني خاصة في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا في فبراير 2023.
سعت إلى تقريب وجهات النظر بين سوريا ودول الخليج الأخرى،
واستضافت اجتماعات بين وزراء خارجية سوريا وإيران والسعودية، مما ساعد في تسهيل المحادثات وفتح قنوات دبلوماسية جديدة.
تمكنت عُمان من الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف في الأزمة السورية بفضل سياساتها الدبلوماسية المتوازنة والهادئة:
ولم تقطع علاقاتها مع الحكومة السورية، بل استمرت في بناء قنوات تواصل مستمرة. على سبيل المثال:
بعد عودة السفير العماني إلى دمشق عام 2020 استمرت المساعى الدبلوماسية بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي ومواصلة المحادثات حول القضايا الإقليمية.
كانت بمثابة جسر دبلوماسي بين إيران والدول العربية، وهو ما ساعد في تليين المواقف وفتح الأفق لإعادة العلاقات.
على الرغم من الدور الإيجابي الذي تلعبه عُمان في الأزمة السورية، إلا إن مسارها الدبلوماسي واجه عدة تحديات:
التحديات الإقليمية خصوصا في منطقة مليئة بالصراعات والتنافس الإقليمي، مما يجعلها عرضة لضغوط من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وإيران.
العقوبات الغربية على سوريا، خاصة قانون قيصر الأمريكي، الذي مثّل عقبة كبيرة أمام إعادة دمج سوريا في النظام العربي.
المواقف الأمريكية والغربية المتشدد ضد أي تطبيع مع الحكومة السورية شكلت تحديًا أمام جهود عمان لتقريب سوريا من محيطها العربي.

التداعيات🔮
مع تصاعد الأحداث الأخيرة واستمرارها قالت صحيفة عُمان المملوكة للدولة في مقال رأي الأسبوع الجاري «أن تجدّد الصراع في سوريا ستكون له تداعيات إقليمية أوسع».
وأن الوضع الحالي قد يقود إلى:
صراع أوسع في المنطقة
تعقد البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
وإعادة تمركز الجماعات المتطرفة التي تسيّرها قوى عالمية وإقليمية.
ودعت الصحيفة -«التي تعبّر عن وجهة النظر الرسمية في عُمان» إلى ضرورة:
أنتج هذا العدد: تركي البلوشي، زينب عفيفة

نشرة كل خميس من معمل القصة، ترصد الأحداث وتشرح سياقاتها الزمنية، لتمنحك فهماً أعمق