ماذا لو طبقت عُمان «ضريبة دخل الأفراد» 💰
قد تصبح عُمان أول دولة خليجية تطبق ضريبة الدخل على الأفراد، لكن يُنصح الخبراء بالتريث لتقليل تداعيات تطبيق ضرائب جديدة.


ما القصة 🌍
الأسبوع الماضي أوصت اللجنة الاقتصادية بمجلس الدولة بتأجيل تطبيق قانون ضريبة الدخل على الأفراد في عُمان.
وأكدت اللجنة في سياق القرار أن الأخذ بخطوة التأجيل يعود إلى:
عدم دقة الدراسة المستند عليه،
وعدم تعافي الاقتصاد العماني بشكل كامل.
وأوصت اللجنة بإجراء دراسة شاملة أخرى، والتعاون مع دول مجلس التعاون في هذا الشأن
والتركيز على الضرائب التي طُبقت مؤخرًا، مثل ضريبة القيمة المضافة بدلاً عن استحداث ضريبة جديدة.
وصوّت أعضاء مجلس الدولة بالإجماع على ألا تزيد النسبة المطبقة لضريبة الدخل على الأفراد عن 5% من إجمالي الدخل الصافي في حال تطبيقه.
وقبلها بأكثر من خمسة أشهر أحال مجلس الشورى مشروع قانون "ضريبة الدخل على الأفراد" إلى مجلس الدولة لإتمام دورته التشريعية بعد إرساله من الحكومة.
وخلال الأشهر الماضية أحال مجلس الوزراء مشروع قانون ضريبة الدخل على الأفراد إلى مجلس عُمان بناء على المادة 49 من قانون مجلس عمان الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 7/2021.
ماذا بعد 🤔
ويتضمن مشروع القانون على 78 مادة ضمن 16 فصلًا، تتناول:
مصادر الدخل الإجمالي للفرد.
الحد المعفي المسموح به.
العقوبات.
لنسبة الضريبية.
طريقة احتساب الضريبة.
ويهدف المشروع إلى تطبيق 15% على الدخل الصافي للأفراد.
مع إعفاء بما لا يتجاوز 5% على بعض البنود مثل:
الرواتب.
المعاشات التقاعدية.
الرعاية الصحية والتبرعات.
السلك القنصلي والدبلوماسي.
ويُتوقع أن يشمل 32 ألف شخص
وأن يُحقق إيرادات صافية تصل إلى 276 مليون ريال عماني في العام الواحد.
وبحسب الحكومة فالهدف من المشروع هو تنويع مصادر الإيرادات الحكومية وفقًا لرؤية عمان 2040.
وتعزيز قدرة الحكومة على مكافحة التهرب الضريبي.
وبدأ الحديث عن ضريبة الدخل على الأفراد أول مرة في 2020،
عندما أقرت عُمان خطة التوازن المالية للفترة من 2020 إلى 2024.
وأكدت الوزارة حينها أن الحكومة بصدد استحداث ضريبة دخل ستُطبق على أصحاب الدخل المرتفع في 2022 ولكن تأجل المشروع.

السياق الأوسع 📜
وضريبة الدخل على الأفراد هي ضريبة مفروضة على الدخل الذي يحققه الشخص خلال فترة زمنية معينة، وعادة ما يتم احتسابه خلال كل سنة.
ويشمل هذا الدخل الأجور، الرواتب، الأرباح الرأسمالية، الإيجارات، والفوائد.
وتختلف نسب الضريبة من دولة لأخرى، وقد تتدرج حسب مستوى الدخل.
عالميًا تعتبر ضريبة الدخل من أهم مصادر الإيرادات الحكومية.
وهي أداة تستخدمها الكثير من الدول لتمويل الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.
وتختلف سياسات الضريبة على الدخل بشكل كبير من دولة لأخرى،
فبعض الدول تفرض ضرائب عالية، بينما تعفي دول أخرى فئات معينة من السكان أو أنواع معينة من الدخل.
ومن بين أبرز الدول التي تطبق هذا النوع من الضريبة هي السويد.
التي تطبق نظام ضريبي تصاعدي، حيث تزداد نسبة الضريبة مع زيادة الدخل.
وتبلغ معدلات الضريبة على الدخل في السويد بين 30% إلى 60%.
وتطبق ألمانيا نظام ضريبي شامل يغطي جميع مصادر الدخل.
تصل إلى حوالي 45% على أعلى شرائح الدخل
يرى الخبراء في عُمان أن فرض الضريبة سيؤدي إلى تآكل جزء من دخل الفرد. التداعيات🔮
ويرى الخبراء أن فرض هذه النوع من الضرائب قد يساعد في:
تقليل الاعتماد على مصدر دخل واحد. (مثل النفط)
توفر الإيرادات اللازمة لتمويل مشاريع البنية التحتية والخدمات العامة.
وفي المقابل توجد هناك سلبيات وتداعيات في تطبيق هذا النوع من الضرائب مثل:
تقليل الدخل المتاح للأفراد
التأثير السلبي على الاستهلاك والاستثمار.
نقل الأموال إلى الخارج لتجنب دفع الضرائب.
زيادة التكاليف الإدارية عند تطبيق الأنظمة الضريبية.
وإجمالًا يرى الخبراء في عُمان أن فرض الضريبة سيؤدي إلى خصم جزء من دخل الفرد.
مما يقلل من قدرته على شراء السلع والخدمات.
ونظرًا لعدم تطبيق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لضريبة دخل الأفراد، قد تواجه عُمان صعوبة في جذب الكفاءات الأجنبية مثل:
الأكاديميين
والأطباء
والعلماء
الذين يفضلون العمل في دول لا تفرض مثل هذه الضرائب.
وقد يؤدي تطبيق الضريبة إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية للشركات،
مما يدفع المستثمرين الجدد والحاليين في التردد في الاستثمار أو التوسع في عمان، مما يؤثر سلبًا على دخل الحكومة من ضرائب أرباح الشركات والعوائد الاقتصادية المجتمعية.
ويُنصح الخبراء بالتريث في تطبيق الضريبة للحفاظ على الميزة التنافسية لعمان في المنطقة.
وإذا قررت الحكومة تطبيق الضريبة، يجب أن تكون:
النسب منخفضة مع إمكانية تعديلها لاحقًا.
واستثناء جزء من الدخل الأساسي لضمان عدم تأثيرها الكبير على الأفراد.
شاهد الموسم الأول من برنامج نقاط
أنتج هذا العدد: تركي البلوشي

نشرة أسبوعية تصدر كل خميس، ترصد الأحداث وتشرح سياقاتها الزمنية، لتمنحك فهماً أعمق